Background Image

شامسان
د. رويت

لم يكن بوسع شامسان، المصابة بإعتام العدسة في عينيها كلتاهما، إلا سماع صوت الرصاصة التي قتلت زوجها وأصوات أولادها يستصرخون قبل أن يُذبحوا بدمٍ بارد. وأنين إحدى بناتها التي تعرضت للاغتصاب قبل أن تُذبح هي الأخرى. وقد أُحرقت جثثهم لطمس أي دليلٍ على هذه المجزرة البشعة.

لقد أكّد لها جيرانها ما كانت عيناها عاجزةً عن رؤيته: لقد خسرت عائلتها.

استطاعت شامسان بمساعدة زوج ابنتها والقرويين الآخرين أن تلوذ بالفرار، وقضت أربعة أيامٍ بين الأدغال والهضاب وعلى ضفاف النهر قبل أن تتمكن أخيراً من بلوغ مخيم اللاجئين في كوكس بازار في بنغلاديش.

إن المشي لأيامٍ متواليةٍ عبر الأدغال وبين الجبال والأنهار معاناةٍ لا يمكن تخيّلها. ولكنها بالنسبة إلى اللاجئين الذين يعانون من العمى تصبح ضرباً من ضروب المستحيل من دون مساعدة العائلة أو الجيران.

لقد أخبرنا لاجئو الروهينجا أنه لم يكن بمقدورهم قط رؤية طبيبٍ أو زيارة مستشفىً. يعتقد الأطباء المحليون أن ما يصل إلى 50 ألف شخصٍ بحاجةٍ ماسةٍ لعملية جراحية.

خضعت شامسان لعمليتها الجراحية في مستشفى بايتوش شرف للعيون، وهي الشريك المحلي الموثوق للمؤسسة ومستشفى العيون الوحيد في كوكس بازار.

كان صعباً على شامسان أن تتخيل أن هناك ما قد يسعدها بعد ما عانته - فقد هُجّرت من وطنها وذُبح معظم أفراد عائلتها. ولكنها شعرت بسعادةٍ مجدداً حين أزال الأطباء الضمادات عن عينيها في الصباح التالي لعمليتها الجراحية. تبسّمت في وجه الممرضة وشبكت يديها تعبيراً عن امتنانها.

تسعى مؤسسة فريد هولوز لمساعدة المزيد من اللاجئين مثل شامسان، وبمساعدتك فقط يمكننا أن نفعل ذلك.

Patient Story: Shamsun
Patient Story: Shamsun