Background Image

فاطمة
د. رويت

مع إشراقة شمس كل صباحٍ على مدار ستة أيامٍ في الأسبوع، تزور فاطمة عشرات الأُسر في إقليم حيدر آباد السند في باكستان. وتطرق الأبواب باباً فباب لمساعدة النساء اللّواتي يعجزن غالباً عن مغادرة منازلهن من دون مرافقةٍ من أحد أقاربهن الرجال.

فاطمة هي سيدةٌ متخصّصةٌ تعمل في المجال الصحي وواحدةٌ من قصص النجاح الكثيرة التي حققتها مؤسسة فريد هولوز، كما أنها تعمل بالتعاون مع الحكومة الباكستانية.

وفي هذا الصدد، تقول فاطمة: "ما زلت أعمل كسيدة متخصّصة في المجال الصحي منذ 18 عاماً، وإنني أستمتع حقاً بمساعدة الآخرين وخاصةً النساء والأطفال لأنهم الفئة الأضعف في مجتمعنا."

وبحكم طبيعة عملها، تناصر فاطمة حملات تنظيم الأسرة واللقاح للأطفال. ولطالما شهدت فاطمة الكثير من العائلات التي يعاني أفرادها من حالاتٍ مرضيةٍ في أعينهم، ولكنّ افتقارها للمعرفة كان يقف حائلاً دون قدرتها على تشخيصها.

أمّا بعد تلقّيها التدريب على أساسيات العناية بالعين في مؤسستنا، أضحى بإمكانها الآن تشخيص إعتام عدسة العين والحَوَل والزَرق وغيرها من الأمراض التي تصيب العين، وإحالة النساء والأطفال للوحدات المحلية للعناية بالعين أو للمستشفيات لإجراء مزيدٍ من الفحوصات وتلقّي العلاج المناسب.

وقد أحالت فاطمة منذ تدريبها ما يزيد عن 500 مريضٍ لتلقّي العلاج.

وتقول في معرض التعبير عن سعادتها بحفاوة الترحيب التي تتلقّاها في أثناء زياراتها لتلك الأُسر: "يغمرني الإحساس بالرضا وأنا أخدم مجتمعي،"

"إنهم يعتبرونني صديقةً طيبةً ويشعرون بالارتياح لمشاركة مشاكلهم الصحية بانفتاحٍ معي."

إنّ السيدات العاملات في المجال الصحي هنّ قدوةٌ للريادة للنساء في باكستان، وقد كان لهنّ الأثر الأكبر في الارتقاء بمستوى خدمات العناية بصحة العين للنساء والأطفال في جميع أرجاء البلاد.