Background Image

قصة
د. رويت

يتحلّى د. ساندوك رويت بالعديد من المزايا. فهو طبيب عيونٍ بارع يمكنه إجراء جراحةٍ لعلاج إعتام عدسة العين في أقلّ من خمس دقائق، ورجلٌ صاحب رؤيةٍ وبصيرةٍ نافذتين، ومحسِنٌ محبٌ للأعمال الإنسانية، وشريكٌ وصديقٌ مخلصٌ للمؤسسة.
 

 
يُعتبر د. رويت الأفضل في مجاله اليوم، غير أنّ نجاحه يتحدّر من بداياتٍ متواضعةٍ للغاية. فقد وُلد طبيب العيون الماهر هذا في قريةٍ نائيةٍ تُدعى (Olangchungola) في نيبال الشرقية.

حيث كانت أقرب مدرسةٍ تبعُد مسير أسبوعٍ كاملٍ عن قريته التي كانت تفتقر لأدنى مقومات الرعاية الصحية. ولكن أكثر ما استنهض همّته ودفعه ليصبح طبيباً كان وفاة شقيقته بمرض السل، وهو مرضٌ يمكن الوقاية منه وعلاجه أيضاً، حين كان في السابعة عشر من عمره.
 
التقى د. رويت، في أثناء عمله على استبانة فقدان البصر في نيبال في ثمانينيات القرن المنصرم، بطبيب عيونٍ أستراليٍ شجاعٍ وصادقٍ يُدعى فريد هولوز. وسرعان ما أصبحا صديقين مقربين وصار د. فريد معلمه الأمين.

وبعد قضاء ليالٍ كثيرةٍ وهما يتناقشان ويتجاذبان أطراف الحديث عن العالم، أدرك هذان الرجلان أنهما يتشاركان الرؤية نفسها المتمثلة في توفير رعايةٍ صحيةٍ يسيرة التكلفة للعين وجراحةٍ حديثةٍ لإعتام عدسة العين للأشخاص الذين يعيشون في نيبال والبلدان النامية الأخرى.

وبين عامي 1987 و1988، سافر د. رويت إلى أستراليا للعيش هناك والتدرّب برفقة د. فريد. في ذلك الوقت، كان الاعتقاد السائد في الدول النامية أن العدسات التي تُزرع داخل العين هي علاجٌ باهظ الثمن ومحفوف بالمخاطر وصعب المنال لعلاج فقدان البصر الناتج عن إعتام عدسة العين. ولكن د. رويت وصديقه د. فريد أرادا تغيير هذا الواقع،
 
وقد حققا ما كانا يصبوان إليه.
 
ففي ذلك العام، أطلق د. رويت الذي انضم إلى مجموعة مؤسسة فريد هولوز إبان تأسيسها عام 1992، وفريد وغابي هولوز برفقة عددٍ من الأصدقاء والزملاء البرنامج النيبالي للعناية بصحة العين من أستراليا (NEPA).
 
حين عاد د. رويت إلى نيبال، شكّلت الأموال التي جُمعت من البرنامج النيبالي للعناية بصحة العين من أستراليا (NEPA) ومؤسسة فريد هولوز عوناً له على تأسيس مركز تيلغانغا للعيون في العاصمة كاتماندو. واُفتتح المركز رسمياً في عام 1994، بعد عامٍ واحدٍ على وفاة د. فريد.
 
إن الرؤية التي تطلّع إليها د. رويت وصديقه فريد المتمثلة في توفير رعايةٍ صحيةٍ يسيرة التكلفة للعين وجراحةٍ حديثةٍ لمرض إعتام عدسة العين في نيبال تحققت بالفعل. ولا يزال حلمهما ينبض بالنور حتى يومنا هذا. وها هو مركز العيون يواصل مهمته في مساعدة شريحةٍ من الذين يعانون فقراً مدقعاً على استعادة البصر، ويلبي نداء الاستغاثة في الحالات الطارئة كالزلازل المدمرة التي تعرضت لها البلاد مؤخراً. ولا يزال يعمل تحت القيادة الحكيمة للطبيب العظيم د. رويت.